"قال أفلاطون،"
ليس هناك ما
هو أكثر من أن يُعرف كل شيء،
'بحكمة وبأناقة، فبقدر أن تضيء المعرفة
العقل ويفهم الإنسان، بقدر أن تهذب
الأفكار وتنتهج الحقائق الكونية ..ذلك انطلاقا من حب الأشياء
الجميلة في الحياة "..ومن حب الفن..من حب الجمال ..ومن أجل الابداع.. فمن يحب الموسيقى
الساكنة والهادئة يريد يخفف سرعة الحياة من المضي دون اكتشافها ... انها تحبل وتحمل بسرعة ثم تلد ابنة أوطفلة و فكرة وحكمة وتتعمق أكثر..الإنسان المتسائل والمكتشف
هو من أرقى الأشياء في الحياة ..وهؤلاء يتعدون حدود الفرحة ..ويمرون إلى أبعد من حدود فرح الإنسان..يسمع النغم
من الجوقات الملائكية ..ويعيش دورالحقيقة ..دور الصور والأشكال ..وفي النهاية تجد نفسك أمام اكوام وأكوام من الأفكار الرسومات والمشاهد ..والإشكال..كقطع من الخشب والزجاج او الرذاذ أو حجرا معلقا ضد الجاذبية ..مزخرفة كزخرفة الكنائس او المعابد ..او كصفائح المنمنمات كالأحداث أمامك أو كقصص
في منازل تجد حيزا في ذاكرتك ....تقف أمامها لاتفهم ماهي..فتسأل اهي شرائح غريبة لكنها حصادك ...فان اقتربت من فكره وتأملتها ستجد
انها مجموعة الخطوط شكلت قصرا تسكنه مخلوقات او مكان مألوف وهي من الأشياء التي
مررت بها ..وقد تمر بك في المستقبل القريب ..او تجد صورتك من بينها كانت جميلة وأنت
تجلس بقرب الحب والموسيقى الهادئة ..أم صورة مؤلمة من ذنب ارتكبته امام عسكري او
ضابط في الجيش في ساحة معركة من الوجوه ..! ام ذنب لم يكن ذنبا امام أسد يريد افتراسك
وغير رأيه .. كلها تجدها في هذه الكومة تدور..أو تجد صورتك أنت وأنت أمام هذه
الكومة كتمثال او إله..!! فتلك الولادة هي وليدة اللحظه التي هي بيدك الآن
وهي قد ولدت قبل هذه الأكوام أو الاله الأسطوري..تقف على راحت يدك ..
هذه الافكار
والتساؤلات هي عالمك الآن ..وهي ما تجعل الإنسان يمتلك
القدرة على مصاحبة الطبيعة الإلهية..تخلق الأفكار بصورة مختلفة وتحمل الفكرة حتى ترسمها وتولونها وتبدع في تركيبتها
وتكتشف حقيقتها , وتكون قصر من الموسوعات
الفكرية والعلمية والادبيه والهندسية والفنية التي لا حصر لها.
هذا هو مفهوم بينالي فينيسيا والذي كان عنوانه "
قصر الموسوعات " وفي رحلة كانت في غاية الجمال مع صحبة أجمل لكنها قصيرة في
هذا الحفل الضخم في مدينة الجمال الرومانسي فينيسيا , مع وفد من مجموعة من
الفنانين الكويتيين لاكتشاف المعارض الموزعة بطريقه عشوائية بين أزقة فينيسيا .
وتمثل دور الجناح الكويتي في رسالتين مختلفتين الاولى كانت عمل لفنان سامي محمد
وهو مجزء من مقطعين من مجسم الشيخ عبد الله السالم كشخصية اسطورية حققت الكثير من الانجازات والتغيرات وقد تعرض
تمثال الحاكم الى الكثير من الظلم بسبب رجعية العقول الانسانية في الحكم على تمثال
صامت . اما الرسالة الثانية فهي تصب في محورالموضوع لصور فوتوغرافية
والأكوام للفنان طارق الغصين و اعمالة كانت تتحدث عن البحث عن شخصه بداخل الصورة وفي اعماق القصور
مثل صورة مجلس الأمة وقد صور نفسة في أكثر من مشهد في بقع مختلفه في الكويت وعليك
البحث عنه ! لا نريد التوغل في البحث عن تحليل للعملين الفنيين في البينالي لأن الأعمال
المشاركة من الدول الأخرى لا تدخل مقياس التحليل ولا مقياس الجمال ولا مقياس
الاسماء ..لكن ليكن من وراء هذه الكلمات رؤية مستقبليه متفائلة للكويت في وصولها
لرؤية البينالي الفلسفية , فتعد هذه المشاركة الأولى من نوعها في هذا المعرض بشكل
رسمي من الدولة , وحصول الكويت على مساحة لا تختلف عن مساحة عرض أعمال الصين ,
ولأول مره يقوم وفد بقيادة رئيس الفنون في المجلس الوطني لدراسة الاعمال الفنية في
البينالي بشكل رسمي , علاوة على ذالك كانت الاعمال قدمت بصورة مشرفة بخلاف
الوضع للصور ان كان أعلى أم على مستوى النطر , كانت الاعمال في في مبنا أثري
لفندق مطل على مشهد رائع على قنوات فينيسيا , ورغم أن فكرة عزف الجاز في الافتتاح
كانت متعبه لانها لا تتفق مع الفن الحديث الا ان الاجواء كانت جميلة مما استقطبت
عدد لا بأس به من المتذوقين , في نهاية الامر اننا لا نحكم على سوء او نجاح المعرض
اننا نفتخر بوجودنا في هذا التحدي الهائل من الافكار الفنيه والابداع ودخلت الكويت من باب
جميل في قصر الموسوعات وتمهيد جيد للقادم يجب ان يدرس بصورة اكاديمية وانيقه.. رحلة انطلقت مع جزيره من
الافكار الى جزيره اخرى مجهولة بلا مرشد , ومن صورة كلاسيكية الى صوره حديثة وكأنك تتصفح البوم للتاريخ الرحلة كانت شاقة لكن جميلة كما هي فلسفة البينالي .