السبت، 15 مارس 2014

معرض الرحلة ( دراسة مختصرة ) الفنان التشكيلي أسعد بوناشي



علينا أن ندرك قبل أن نخوض هذه الرحلة الفكرية التي ستنقلنا إلى أبعاد جديدة في زوايا التفكير بأن هذه الرحلة رحلة الإنسان ورحلتك انت وأنا..ولا ترتبط بأي توجه أو تيار فكري سوى العلم .


معرض الرحلة - الفنان التشكيلي أسعد بوناشي

بدأ التفكير في هذا المعرض بعد أن تمت العديد من الدراسات خلال الأشهر التسع الماضية من تاريخ المعرض , وكانت مجموعة من التساؤلات التي تثير التفكير  في عقل الإنسان والبحث عن حقيقة الحياة بشكل عام وكيف بدأت . وكيف كانت وماذا ستكون بعد عشرات السنين من دون تنبؤات وهمية , على براهين وأدلة علمية و دراسات ورحلات استكشافية في المدن وعبر كتب الجامعة ,و الانترنت , والعديد من الأفلام الوثائقية تتكلم عن القضية , والكثير من النقاشات التي دارت مع كيميائين ودكاترة في علم المايكروبولوجي , كما أن رسم الأشخاص أخذ الكثير من الجهد و العمل والساعات في الرسم وفي اختيار الأشخاص الذين سيكونون نماذج لدعم الفكرة في المقارنه إضافة الى ملامح مناسبة للفكرة والسلالات البشرية الثلاث .




كما أن هذا معرض  يعد واحدا من أهم الدراسات الحديثة والفريد في تصنيفه حيث يضم ثلاثة توجهات فنية في حقل الفنون و الفلسفة ويعتبر معرض منعزل حديث أي ( بينالي مصغر ) ( small biennale ) , و تتكون المعارض من  الواقعية الحديثة ، ومابعد الحداثة وفن الفيديو آرت , تحت إسما يجمعهم في جولة فكرية  في العقل منذ هذه  اللحظة التي نعيشها اليوم الى الحضارات البائدة  ثم إلى الأنسان الأول والفصائل المنقرضة ،  ومن ثمة انطلاقة إلى عالم الفلك والفضاء والمجرات , ونسعى بذلك الى فتح عدسة الرؤية الى الواقع ، و فتح ابواب التاريخ والعلم ورؤية الحقائق والبشر بصور علمية عبر العصور في الوانهم ومعتقداتهم  , وجولة في العقل لذلك تم اختيار " الرحلة " .




تمت تسمية المعرض الأول " افارنسيس " استنادا  للكاتب دونالد جونسون في كتاب " لوسي : بداية الحياة البشرية " . وهي مقارنة فكرية لملامح الوجوه مع مخلوقات يطلق عليهم أشباه البشر ( اوسترالوبيثيكوس افارينسيس )  مكتشفة على يد علماء في تحليل العظام وفي التنقيب وفي علم الأنثروبولوجي  ومقارنة بينهم وبين الانسان العاقل العاقل . 

وتعتمد هذه المقارنة على توجه مابعد الحداثة في عرض الفكرة وهي فلسفة ومدرسة فنية ، مستعينين في القواعد العلمية للسلالات العرقية للبشر ، وهي ثلاثة سلالات تم تحديدها في علم الانسان تبدأ في السلالة الأكبر وهي القوقازية ( التي تضم البشرة البيضاء واوروبا) ، وثم السلالة المغولية ( اسيا والبشرة الصفراء )، وأخيرا السلالة الزنجية ( افريقيا واصحاب البشرة الغامقة ) .

تعمق العلماء في دراسة المستحاثات القديمة كما تعمق الباليونتولوجست  في الديناصورات ، وبعد اكتشاف لوسي - افارنسيس ( اوسترالوبيثكوس ) حاولو معرفة كيف كان يعيش وكيف كان ملامحة ؟فاستعانوا في مجموعة من المتخصصين  بالكيمياء لدراسة العمر الزمني وعلم العظام الباليونتولوجي  ودراسة طبية في تشريح الجمجمة ، ومجموعة من النحاتين للعمل على تصور وتلبيس الجمجة ، ومقارن الاكتشاف مع النظريات البيولوجية للانتخاب الطبيعي ، حتى توصلوا إلى شكل تقريبي لهذا المخلوق القريب من شكل القرد مستندين على نتائج علمية  ، واعتمدت هذه النتيجة في علم الباليونتولوجي كأقرب تصور لهذه الفصيلة المنقرضة لأفارنسيس . 

وقد قمنا بأعادة دراسة الجمجمة ، من منظور خاص وكانت دراسة مطولة  تم خلالها جمع الجماجم المنقرضة نياندرتال ٥٠٠ الف سنة ، وهومو اريكتوس ١،٥٠٠،٠٠٠ سنه ، وافارنسيس ٣،٢ مليون سنه .













 وتم التوصل الى أسئلة عميقة في هذه الجماجم للمستحاثات ، وهي لِم كانت أكثر الصور والنتائج قريبة من القرده ، رغم أن الجمجمة في اختلاف تام مع جمجمة القرد؟ ولم تم تشويه الصورة واعطاءها طبقة جلدية سميكة وبشعة ؟ وعلى أي أساس تم إختيار اللون ؟! فتمت اعادة الدراسة من جه تحسين الصورة ومقارنتها بالواقع بشكل مباشر وفقا للفرضيات المناطة ، وهي ان الجمجمة المكتشفة قريبه للأنسان وقد تكسوه بشرة اقل سماكة من  تصور الفنانين ،  واقرب من  بشرة الانسان بحكم طبيعة التحليل للجين بقربه من جينات الانسان بنسبة اكثر من جينات الحيوان ، اذاً هذا المخلوق اكثر جمالا من تصور العلماء ،  فكانت النتيجة البشرة الحنطية  لفتاة لا تتجاوز سن العاشرة " لوسي " وذات عيون زرقاء كأساس جيني للون قزحة العين ،  وشعر اشقر كقاعدة وراثية ومنبع تقريبي ، فمن أين أتت العيون الزرقاء اذا كانت كل السلالات تحمل عيود سوداء! . 
 وتم اختيار هذا اللون من دون تحيز للمنطقة كما فعل فنانوا الانثروبولوجي بلون شعر اسود متجعد ، وبشره سمراء لربطهم في الاكتشاف في أثيوبيا، والحقيقة ان تمت هجرات قبل  ٣،٢ مليون  سنه مكتشفة من مختلف بقاع العالم في حفريات الجيلوجيا كما ان البيئة لم تكن متعلقة دائما في ألوان البشرة . والنتيجة النهائية للوحة " افارنسيس" كانت اكثر منطقيا وأكثر علميا . 
سوبرنوفا 
 المعرض الثاني "سوبرنوفا " هو انفجار نجمي اومستعر اعظم ، وهو عبارة عن انفجار نجم او عدد من النجوم يؤدي الى انشاء سحب كروية من البلازما تعطي ألوان وتكوينات فنية في غاية الروعة
       
وهي دراسة خاصة في اسلوب جديد يعتبر ما بعد الحداثة باستخدام مواد بلاستيكية وصباغتها ثم الرسم بالأيربرش ، وتم اقتباس التكوينات من كتاب (يونيفرس ) (univers) من اصدارات ناسا ٢٠٠٩ ونقل تقريبي لصور المجارات والسوبرنوفا،




وهي فلسفة النفس وما تحمل من عوالم مختلفة في التركيبة الطبيعية تم تشبيهها بالمجرات والإنفجارات النجمية . والتي تعتبر آخر الإكتشافات التي درست من صور التلسكوب هابل المرسل للفضاء عام 1993 وتم تحديثه مؤخرا بكامرات دقيقة تلتقط المجرات والنجوم في الفضاء .
  

فيديو آرت

اما المعرض الثالث فكان رسائل مباشرة من خبرات إخراجية لأفلام قصيرة يطلق عليها " فيديو آرت " , وهو عبارة عن رسائل مباشرة أو غير مباشرة ترسل عن طريق عرض سينمائي يدخل في مجال الفنون التشكيلية , ومن خلال هذه الفيديوهات المعروضة في معرض الرحلة تم ارسال رسائل تدعم الفكر الأساسي للإنسان و العديد من القيم الأساسية للحياة مثل فيدو " الحياة " وهو رسائل مباشرة عن طريق تواصل مع العقل الباطن تغرس القيم والمبادئ, وفلم " ألوان " وهو فيلم يشرح مدى الفرق بين البشر في التعامل مع بعضهم البعض في وضع قيم غير منطقية في تحديد لون البشرة . 

ومن خلال هذا المعرض يجب ان نحترم فكر الانسان ونعلم ان هناك من البشر حاولوا جاهدين للبحث في معرفة هذا الكون ولم يتوقفوا عند نقطة معينة واستسلموا ، الانسان خلق له العقل وهذه نعمة يجب ان تحافظ عليها وتستغل في البحث في عوالم الفلك وفي مليارات المجرات من حولنا  وفي حقيقة الإنسان   وكيف يتعامل مع اخيه الإنسان ليرتقي ويتقدم كمخلوق واع ومتعلم . 

أسعد بوناشي 
 Asad A bunashi
Artistasadbunashi@gmail.com 

ليست هناك تعليقات: